05 - 05 - 2025

نبضة| طلعت حرب "راجع"....ياكسوفى

نبضة| طلعت حرب

عاد طلعت حرب باشا بعد غياب دام 76عاما ليجد مصر التى حلم بها قلعة صناعية معرضا مفتوحا لصناعات الأجنبية ، من اليابانى للصينى للتركى إلى آخر قائمة  الدول التى نستورد منها ،طلب طلعت باشا الإطلاع على دفتر الإقتصاد المصرى ،يصاب بإغماء وهو يقرأ الأرقام ،واردات مصر بلغت 80مليار دولار ، يفوق طلعت حرب باشا من الإغماءة ويدخل فى نوبة ضحك وتتسمر عينبه أمام رقم 24مليون دولار قيمة واردات مصر من "السراويل " ويتمتم هل وصل بكم الحال إلى إستيراد مايستر عورتكم.. يا "كسوفى" ، يضرب كفا بكف عندما يتوقف عند رقم حجم إستيرادنا من سجاجيد الصلاة 151مليون دولار ويتساءل وهل تقبل صلاة ممن يأكل ويلبس من إنتاج غيره ؟ ويواصل متسائلا ألم يأمرنا الإسلام بالعمل حتى النفس الأخير "لوقامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها " حديث شريف ،ألم يأمرنا الله فى كتابه الكريم بالعمل "وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" ، يتوقف الرجل عن القراءة ويتمهل ربما أرقام مدسوسة من جهات مناوئة للنظام أو معارضة له ويبحث عن المصدر ولكنه يجدها صادرة عن جهات حكومية وزارة الصناعة والتجارة والجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ،يقلب فى الدفتر ربما وجد مايسره ،يقرأ أن حجم إستيرادنا من الأيس كريم والجلى ومرقة الدجاج والصلصة والمايونيز 150مليون دولار ، يقرأ خبرا منسوبا للدكتور أيمن على وزير مصر المفوض بالصين مضمونه أن مصر تستورد من الصين ماقيمته 9ملياردولار من الصين وتصدر إليها بما قيمته239مليون دولار ،إنشرح قلبه وتهللت أساريره ، وهو يقرأ خبرا صادرا عن البنك المركزى عن إرتفاع صادرات مصر فى الربع الأول من السنة المالية 2016-2017لتصل إلى 5,3ملياردولار بزيادة مليار عن نفس الفترة من العام المالى السابق ،ولكن يافرحة ماتمت فقد وجد بين قائمة السلع المصدرة قطن خام بقيمة 11,3مليون دولا قطن خام ويتسائل وأين ذهبت مصانع الغزل؟ أليس تصديره غزل أو منسوجات يضاعف رقم التصدير مرات ومرات ، لحظات ويضحك بهستريا ويضرب بقدميه على الأرض وهو يقرأ تقرير صادر عام 2016 عن "التعبئة العامة والإحصاء" يتضمن رقم يقول مصر تستورد حيوانات منوية للأبقار 141ألف دولار هى حصلت حتى البقر .

يترك الدفاتر كفاية كده ، ينزل الأسواق ويستمع إلى تعليقات الناس الكل يشكو لافرق بين سوق فى حى شعبى وآخر فى حى راقى الناس ماشية تكلم نفسها، ال100جنية تساوى 10كيلو طماطم ،ال100 لاتكفى لشراء كيلو لحمة ،ياه 100جنية كانت بتجوز عروسة ،الجنية جارعليه الزمن ، يطلب الإطلاع على قيمة الجنية فى مواجهة العملات الأخرى وتصيبه الصدمة عندما يعرف أن الدولار سعره يزيد عن ال18 جنية، والريال السعودى تقترب قيمته من ال5جنيهات ،يتحسر ويعود بالذاكرة إلى عام 1914بعد الحرب العالمية الأولى تاريخ ربط الجنية المصرى بالجنية الإسترلينى وقتها كان الجنية المصرى = 975من ألف أى الإسترلينى قيمته أقل من الجنية المصرى وقتها كانت مصر محتلة ، ويتعجب هل تتدهور قيمة العملة الوطنية إلى هذا الحد فى دولة مستقلة سياسيا ؟ ليصبح الإسترلينى =23.454أى ما يقترب من 23ونصف جنية ، ويعود إلى علم الإقتصاد الذى برع فيه ليربط الأرقام بالواقع ويجد أنه طبيعى فى دولة تستورد الحيوان المنوى للأبقار وتستورد السراويل أن تنهار العملة ويختل الميزان التجارى وتتضخم الأسعار ويكلم الناس أنفسهم فى الأسواق.

يقرر العودة من حيث أتى مهموما وحزينا ،ولكن يلفت نظره إعلان واحد على "الإتوبيسات " عن مركز "...." لعلاج "الرجال"  نفس الإعلان على كل سيارات النقل العام الكبير منها والصغير يعود لفاصل من الضحك ويتمتم "يعنى مش البقر بس " ..ياكسوفى .

--------------

بقلم: نجوى طنطاوى

[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

نبضة/ مع الحبيب والأربعين النووية (30)